Tuesday, August 11, 2009

تأبين ميدالية فضة

تأبين ميدالية فضة
هى ليست فقط ميدالية فضية بها مفاتيحى الخاصة احملها معى دائما فى مشاويرى واسفارى وترحالى....
بل هى ميدالية فضية تحملنى معها....بها اسرارى فهى الوحيدة التى تصحبنى فى اماكنى السرية...هى الوحيدة التى تعلم مكنونات نفسى....هى من الاشياء التى لطالما ذكرتنى بان لى فعلا اصدقاء حقيقيون يحبوننى بكل اخطائى وسقطاتى وهفواتى.

تاريخها يعود لعام 2000 وبالتحديد فبراير 2000 حينما كنت بالسنة الثانية بالكلية حيث اجمع ثلاثة من اصدقائى على شراء ميدالية فضية واقترح نادر"المسيحى" – الكلمة هنا ليست للتمييز لكن للتبيان - ان تكون آيه الكرسى. ومنذ هذه اللحظة وهى معى؛ دائماً ما ابرزها لمن يحدثنى عن الفتنة النائمة والنار اللى هى تحت الرماد. قد تظنونى ساذجاً ولكن فعلاً هى ردى الاول قبل ان انتقل للتحليل والمنطق وتفنيد الاحداث فى هذا السياق.

ونادر- لمن لا يعرفه - هو من اصدقائى المقربين وبالصدفة المحضة اكتشفنا ان والدينا كان زملاء دفعة واحدة اواخرالستينات. نتقاسم مجموعة من الصفات والاشياء وطريقة التفكير غير ان نقطة خلافنا الوحيدة اننى اكره المحاسبة وهو يعشقها وهو عكسى يكره الادارة وانا اعشقها.

نعود لميداليتى الفضية وذكرياتى الكثيرة معها على مدار تسع سنوات وستة اشهر أى مائة واربعة عشر شهراً أو ما يعادل ثلاثمائة واربعة وسبعة وسبعون يوماً تقريباً ؛طافت معى هذه الميدالية تقريبا عشرون محافظة من محافظات الجمهورية وحوالى تسع دول عربية واوروبية كما ارتابت حينما وجهت الى اول دعوة لشخصى للسفر للخارج. شهدت لحظة استقبالى لخبر نجاحى وتخرجى فى كلية التجارة وشهدت استقبالى خبر وفاة جدتى – رحمها الله – وكانت شاهداً على استقالتى من سيتى بنك ومن بعده كريدى اجريكول.وقفت على رأسى حين اخترت شيئاً ما جانبنى فيه الصواب ولم تلمنى بل ساندتنى فى محنتى. ضحكت معى كثيراً عندما اتلقى مكالمة على هاتفى المحمول من اشخاص لم يستقبلونى فى بداياتى الاولى بل وبعض من لفظونى والآن يطلبونى.عاصرت معى ثلاثة اعياد ميلادى ل "أجندة الاسكندرية" وكانت الوحيدة التى تشعر بقلقى الداخلى وابتسامتى الظاهرية مفكراً فى القادم.

ذات مرة شاهدتها احدى صديقاتى وقالت لى لم هى رمادية اللون وليست سيلفر؛الا تنظفها؟؟؟ وكنت اجهل تماما كيفية تنظيف الفضة...وقالت لى انها سهلة جدا كربوناته ونصف ليمونة وبالفضل عادت الميدالية تلمع وعادت لها فضيتها فى لونها ؛ وقتها شعرت كم قصرت فى حقها.

ميداليتى....
الا سامحتنى على سهوى....نعم فقدتك ولكنى ابداً لن افقد ذكرياتنا معاً.

No comments:

Post a Comment