Tuesday, July 14, 2009

نشربها سادة عشان خاطركم


نشربها سادة عشان خاطركم
مش عارف ابتدى ازاى ..."قهوة سادة" عرض مسرحى رائع على كافة المستويات بدليل الجوائز التى حصدها داخل وخارج مصر و الاحتفاء الاعلامى بالعرض ومخرجه خالد جلال وابطاله تلك المجموعة المتميزه من فنانى المستقبل والذين هم نتاج ورشة الارتجال و التمثيل المسرحي "الدفعة الثانية" من مسرح مركز الابداع الفني بدار الاوبرا المصرية.

بس بالنسبة لى المقياس كان حاجة تانية وهوه المسرحية بتقول ايه وعايزه توصل ايه للناس. هل المسرحية بتشرب قهوة سادة على الحال ولا بتشرب قهوة سادة مع الحال؟؟؟

بالنسبة لى "قهوة سادة" تجربة اضحكتنى حتى البكاء منذ بدايتها وخروج الممثلين على خشبة المسرح حاملين بضع اشياء قديمة: قلة وصورة عبد الناصر وسعد زغلول وراديو قديم وطبلية وام كلثوم وليلى مراد وصندوق قديم وغرسوها فى رمال على المسرح. هذه الاشياء هى فى الاصل تاريخنا الذى نسيناه او تناسيناه اوتم التأثير على بعضنا فنساه ؛هى الاشياء التى صنعت هويتنا وتربينا عليها...ثم بعد ذلك يبدأ البكاء والعويل ومواساة احدهم يجلس على كرسى متحرك ثم ينساب صوت أم كلثوم "عودت عينى على رؤياك" وينتهى المشهد بارتشافهم القهوة السادة – وهو رشفة تنهى كل مشهد فيما بعد – ونسمع فى الخلفية صوت عماد بعرور "أيظن..انى حلعب بيه" فى اول مقارنة واضحة وصارخة لما آل اليه وضع الغناء الان ويظلم المسرح.

تضىء خشبة المسرح في المشهد التالى وتجد الاشياء القديمة ازلت مغروسة فى الرمال فى اشارة الى انها ستبقى وتبقى وتبقى وتجد مجموعة من الممثلين بعضهم جالس فى اخر المسرح وبعضهم واقف كشهود على ما يحدث فى المشهد نفسه والمشاهد التالية.عرضت المسرحية مجموعة كبيرة جدا من مشاكل المجتمع ونقائصة وتناقضاته العالية بتكثيف عال وحرفية فمثلاً مشهد صلة الرحم وكيف قفدناها حتى ان الاهل لم يعرفوا ان ابنهم مات الا بعد اسبوع لما ريحته طلعت ولا مشاهد الجواز والشروط التعجيزية والطلبات المغالى فيها ومشاهد فقدان الهوية وضياع اللغة العريبة والشللية التى تضيع فرص الموهوبين الحقيقيين وسيطرة الاموال الخليجية على الفن والغناء ومشهد البنت اللى فضلت مستنية عريسها بفستان الفرح اللى هوا راح رمى نفسه فى البحر فى هجرة غير شرعية ومات وهيا كمان عجزت والفستان عليها ومتجوزتش ومشهد نسيان المواطن لاسمه وعنوانه وقفط تذكره لسعر كيلو اللحمه ابو ستين جنية وسعر كيلو السكر وازازة الزيت.

ورغم استمتاعى الشديد بالمسرحية الا ان فيه 3 مشاهد اثروا فيا جداً مشهد الشعر ومشهد الفتاوى ومشهد الوصية.

مشهد الشعر عبارة عن لقاء تليفزيونى مع شاعر "كسكسى على حمصى" من بتوع عرفتك يا حبيبى من ريحة رجليك وكيفية الاحتفاء الجماهيرى به رغم انه اصلا جاهل وحمار.

مشهد الفتاوى بيوضح الى اى مدى وصل الحال بالافتاء فى بلد الازهر الشريف حائط صد المسلمين فى العالم كله وظهور فتاوى الفضائيات التيك اوى كفتوى ارضاع الكبير والمدير اللى الفتوى ده حتله على الطبطاب وعايز يرضع الصبح بدرى قبل باقى الموظفين والزحمة "عشان اللبن ميقعدش بره كتير" وطابور الموظفين اللى فيه موظف البنك الاستثمارى اللى ساب بنكه الصبح وجه يرضع عشان المسئولة عن الرضاعة فى البنك شباكها عليه زحمة ورفيعة وتقريبا كده لبنها " معيزى" وهو عايز لبن " بقرى" وينتهى المشهد بكلمة تقولها احدى مرضعات- اسف موظفات- المصلحة للمذيعة "مهو لو انت دلوقتى فى ماسيبرو وشايفة شغلك مكنش بقى عندنا طابورهنا".

أما مشهد الوصية اللى جمع فيه الاب ابناؤه قبل ما يموت فيهلك من الضحك والبكاء ايضاً فمن ابنه لاتعرف كتابة اللغة الربية رغم انها فى بكالوريوس متعللة بانها لسه بتتعلم مروراً بجهل الاخر عن من هو الملك فاروق ولا تعرف عنه سوى انه تيم الحسن بتاع الام بى سى والفضيحة انهم مش عارفين ان مصر هزمت اسرائيل فى 1973 غلى اعتبار ان مصر ملعبتش مع اسرائيل قبل كده واخر ماتش لعبته مع الكاميرون فى الكاميرون.

المشاهد الثلاث السابقة لها مدلول قوى فهم يمثلون "الثقافة والدين والتاريخ" اى اركان اى هوية لاى شعب فى اى بلد فمتى فسدت هذه الاركان فسد المجتمع واضمحل واندثر وانطمست معالم هويته واصبح فى مهب الرياح.

انتهت المسرحية ضحكنا كثيراً وبكينا اكثر ولكن يبقى السؤال ما سنفعل لنوقف هذه المهزلة التى اشتركنا فيها جميعاً بما فيهم كاتب هذه السطور؟؟؟ماذا سنفعل كى نوقظ الهمم وونشعل الحماس ونجعل الناس ترجع تانية لمصرتها وكرامتها و....هويتها.

بقى ان نذكر ابطال هذا العمل بالاسم تكريماً لهم:
هشام اسماعيل -محمد فراج - محمد على -عمرو عبدالعزيز -احمد سعد- مريم السكرى - شيماء عبدالقادر- محمد عبدالسلام -ايات مجدى - سماح سليم -حسام داغر -محمد ممدوح -نشوى المهدى -محمد فهيم -رشا جابر -دعاء صادق - محمد ثروت - عمرو رجب -محمد فاروق - جهاد عربى -امير صلاح الدين -رضوى سعيد -محمد خالد -سمر نجيلى - نورا عصمت - محمد مصطفى -جيهان انور- حمزه العيلى - هشام حسين - محمد العزازى - عمرو بدير -اسماعيل جمال - نورا عبد الفتاح - مصطفى سامى - شادى عبد السلام - رباب ناجى

No comments:

Post a Comment