Wednesday, June 24, 2009

دكان شحاته..حد يقدر يعيش من غير ونس؟؟


دكان شحاته..حد يقدر يعيش من غير ونس؟؟
أحمد عصمت على

يبدأ الفيلم فى عام 2013 فى اشارة واضحة للقادم بطريقة الفلاش باك بمجموعة متلاحقة ومتزاحمة من مانشتات الجرائد مصحوبه بموسيقى زاعقة فى لقطات تمثل انهيارا في الحياة العامة من مختلف الاوجه والجنون الذي اصاب العالم وكذلك حصول مصر على البطولات الافريقية . لقطات لاوباما وبوش وانفلونزا الطيور،والاقتتال فى افريقيا ، وحريق مسرح بني سويف ، والعمليات الارهابية ، وصفرالمونديال ، وتزويرالانتخابات ، وغزو الكويت ثم الحروب المتتاليه على العراق واعدام صدام حسين ، والانتفاضة الفسلطينية ، واعتقالات السادات وصولا الى اغتياله ثم القاء الرئيس اليمين الدستورى لتولى حكم البلاد فى مطلع الثمانينيات.

وعلى خط متوازى مشهد نهب القطار المحمل بالقمح مصوراً حالة الجوع الشديدة التى وصل اليها الناس مما ادى الى انفجار العنف.

البدايات الاولى: حجاج : سميته شحاته عشان شحته من ربنا شحاته
فى نفس اللحظة التى يستشهد فيها الرئيس السادات يولد شحاته (عمرو سعد) ابن حجاج (محمود حميده) وتموت والدته بالصعيد ويعود به والده الى القاهرة لباقى اخوته من زواجه الاول - والذى نعرف فيما بعد ان امهم قد هجرتهم – ومع نزوله فى محطة القطار تعلن حالة حظر التجول لوفاة الرئيس وتشاهد الدبابات فى الشوارع الفارغة وعربات نقل الجنود والمظاهر العسكرية.
يعمل حجاج عند الدكتور مؤنس" عبد العزيز مخيون" والذى خرج لتوه من السجن على اثر الاعتقالات ويقوم بمنح حجاج قطعة ارض فى فيلته الواسعة ليعيش فيها مع اولاده ويفتح دكان يتكسب منه.
ودكتور مؤنس نفسه يمثل ابا محطما هاجر ابنه الى أمريكا ولا يسأل عنه الى نادراً مما جعل والده يلازم المنزل على طول خط الفيلم.

بداية الغيرة: سالم: يا ابا انت بتحبه اكتر مننا
مع افتتاح حجاج للدكان والذى كتب عليه "دكان شحاته" تولدت الغيرة بين الاخوة وخاصة بين شحاته الذى ورث الطبع والقيم الصعيدية والطيبه والشهامه عن والده وسالم " محمد كريم" الانتهازى المستغل وعلى طريقة قابيل وهابيل يصل الصراع بينهم ل بيسا " هيفا وهبى" والتى يخطبها والدهم لشحاته مما يعمق من الخلاف بين الاخوة.

بداية الصراع وانتشار الفساد:رجل الاعمال: عايز 20 عربية وكام سواق بس مقطعين بطايئهم؛؛؛حاضر ياباشا
كرم غباوة " عمرو عبد الجليل" البطلجى المسيطر على موقف المشاريع والتوك توك صعيدى- بس مش علا حق- حشاش ولقب بغباوة لانه لا يفهم اى شىء سوى اخذ الاتاوات من سائقى المشاريع وكلامه كله معكوس ويثير الضحك وخاصة حينما اشتراه رجل الاعمال فى الانتخابات وخرج على سيارة يقول انتخبوا (الديموق....)وربط الناس بنص ورقة الخمسين جنيه لما بعد التصويت امام صورة رئيس الحزب الحاكم.

بداية النهاية:حجاج: عايز كيلو سمين مشكل
بوفاة الوالد حجاج بعد اكله سمين معتبره يظهر الوجه القبيح لاخوة شحاته ويتركونه فى الصعيد للتخلص منه بعد معركة محترمة انتصر فيها شحاته وحالت الاخت "غادة عبد الرازق" دون قتلهم بعضهم البعض ويجلس شحاته فوق تربة والده يشتكى له سوء معالمة اخوته له رغم حبه لهم.ويموت الدكتورمؤنس ويعود ابنه من امريكا راغبا فى بيع الفيلا لسفارة اجنبية تظهر كينونتها من لون جدارها خطين سماوى (أزرق) واللون الابيض فى المنتصف. ويتفق الاخوه على تلفيق تهمة لشحاته – تزوير ختم والده - كى يدخل السجن وتتم البيعة فى إشارة الى بداية هيمنة قوى معينة على تلك الفترة هى قوى المال والسلطة والجبروت.

السجن: شحاته: حد يقدر يعيش من غير ونس
دخول شحاته السجن وعدم سؤال اخوته عنه كان كفيلا بتحويله الى اميرالانتقام وهو ما لم يحدث بل ظل سائراً على درب والده الصعيدى الجدع المحب لاخوته. زيارة واحدة قامت بها بيسه لشحاته فى السجن واخرى مستتره من وراء نقاب بعد ان اجبروها على الزواج من سالم مرورا بمحاولتين لحرق نفسها والقفز من الدور السابع. خرج شحاته من السجن وفى رأسه هدف واحد وهو البحث عن اهله واخوته لان " محدش يقدر يعيش من غير ونس". فى اثناء بحثه يعثر على غباوة اولا الذى يدعى انه لا يعرف مكان اخوته وتتصاعد الاحداث حتى يعرف ان بيسه تزوجت من اخاه سالم غصباً.

الفرح وطلقات الرصاص: شحاته: دلوقتى انتى مش بتاعتى لكن اخواتى من صلبى
يتوصل شحاته الى مكان اخوته وبالمصادفة هو نفس يوم زواج ابن اخيه.يذهب فرحا لملاقاه اخوته – رغم ان سالم تزوج بيسه – ويحتضن شحاته اخاه الاكبر مبرزا له شريط كان يحب والدهم الاستماع اليه وبطاقته الشخصية ولكن سالم يعالجه بثلاثة طلقات ترديه قتيلا بين يدى اخته وبيسه.

الفوضى: البرص: شحاته ده عمل معانا احلى واجب ولازم نكرمه
بمقتل شحاته يهجم البرص " رامى غيط" -البلطجى صبى كرم سابقاً والمسيطرعلى موقف المشاريع الان- والذى يدين لشحاته الذى انقذه من قبل ليهجم وفرقته على الفرح وفى لقطات متلاحقة تصور الاسلاميين بالجلباب الابيض والذقون يعيثون فى ارض مصر ويضربون الناس وتشيع الفوضى والبلطجة فى ارجاء المحروسة.

التعليق:
الفيلم بطولة جماعية وليس له بطل واحد واعتقد ان تركيز الدعاية على انه فيلم – مناظر – لوجود هيفا وهبى هو بعيد كل البعد عن الحقيقة.كما ان هناك مشاهد محشوره كمشاهد بيع المياه ومعركة الفرن وكان يمكن تصويرها بشكل اخر افضل فى سياق الفيلم. تطرق الفيلم ايضا الى فكرة التدين الظاهرى المنتشرة حالياً وبشكل كبير.

ردود افعال "كرم" فى مشهد خطبة اخته "بيسا" ل"شحاته" غير منطقية فكيف بالصعيدى ان يأمر اخته بالرقص لخطيبها؟؟

مشهد شرخ الجدار الكبير وطلب "حجاج" من" شحاته" ابنه ان يحاول تغطيتها بصورة الزعيم الراحل عبد الناصر عميق جداً.

وعن انتشار ظاهرة العنف فى المجتمع المصرى فهى واقعية ولابد ان نقر ونعترف بها ولعلها فى الاصل مشكلة جهل وانحطاط فى مستوى القيم التى من المفترض ان ترتقى بسلوكيات الافراد.ويمكن القول ان هذا الانحطاط قائم على انتشار لغة المصلحة ومنطق القوة و – معاك قرش تسوى قرش - .

وأخيراً "شحاته" الصعيدى بطيبته وقيمه التى ورثها عن والده هو شخصية محيرة ومثيرة للجدل يمكن حتى للمشاهد ان يفقد تعاطفه معه فلا هو بالبطل- رغم دفاعه عن " البرص" - ولا هو بصاحب موقف فيما يدور حوله ولا ينتمى لفكر معين رغم انه ليس بالجاهل وبالغبى ولا بالضعيف جسدياً . ومن وجهة نظرى فإن تصوير "شحاته" على انه الشعب المصرى هو تصوير خاطىء جداً فابداً لم يكن الشعب المصرى بهذا الشكل ولا هذه الاستكانة فالشعب ليس بالضعيف ولا هو ذلك المحايد مطأطىء الرأس على طول الخط فهو بطبعه شعب – دمه حر- وعلى مر التاريخ استطاع المصريون التعامل مع مختلف انواع الحكام ولطالما انتصرت ارادة الشعب؛ واشك ان يصل الحال فى مصر الى ثورة جياع وقطع الطريق من اجل اجولة القمح او ان تصل مصر لحالة من الانفلات الامنى فالشعب اصبح من الذكاء بمكان ليحدد مصلحة ومستقبل هذا الوطن.

No comments:

Post a Comment